Saturday, December 25, 2021

الزكام












الزُّكام هو عدوى فيروسيَّة تصيب بطانة الأنف، والجيوب، والحلق.
هناك العديد من أنواع الفيروسات المُسببة للزكام.
ينتشر الزكام عادةً عندما تلمس يد الشخص مفرزات أنف شخصٍ مُصابٍ بالعدوى.
غالبًا ما تبدأ حالات الزكام بحكة أو التهابٍ في الحلق أو شعور انزعاجٍ في الأنف، يليه العطاس، وسيلان الأنف، والسعال، والشعور العام بالمرض.
يعتمد الأطباء في التَّشخيص على الأَعرَاض.
تُعدُّ النظافة الجيدة، بما في ذلك غسل اليدين المُتكرِّر، الطريقة الأفضل للوقاية من الإصابة بالزُّكام.
ويمكن للراحة، واستعمال مضادات الاحتقان، والأسيتامينوفين، ومضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين) أن تساعدَ على تخفيف شدَّة الأعراض.
يُعدُّ الزُّكام أحد أكثر الأمراض شيوعًا.يمكن للعديد من أنواع الفيروسات (مثل الفيروسات الأنفية، والفيروسات الغدية، والفيروسات التاجية، والفيروسات الرئوية) أن تُسبب الزكام، ولكن الفيروسات الأنفية (التي يوجد منها أكثر من 100 نوع فرعي) تكون مسؤولة عن معظم حالات الزكام.يحدث الزكام النَّاجم عن الفيروسات الأنفيَّة بشكلٍ أكثر شيوعًا خلال فصلي الربيع والخريف.وتُسبب الفيروسات الأخرى أمراضًا شبيهة بالزُّكام في أوقات أخرى من السنة.

ينتشر الزكام بشكل رئيسي عندما تلمس يدا الشخص مفرزات أنف شخص مصاب بالعدوى.حيثُ تحتوي هذه المفرزات على فيروسات الزُّكام.وعندما يلمس الشخص فمه، أو أنفه، أو عينه، يُتاح للفيروسات دخول الجسم والتَّسبُّبِ بحدوث الزكام.وفي حالاتٍ أقل شيوعًا، ينتشر الزكام عندما يتنفس الشخص هواءً يحتوي على قطيرات رذاذٍ سعلها أو عطسها شخص مصابٌ بالعدوى.يكون المصاب بالزكام في ذروة القابلية لنقل العدوى للآخرين في اليوم الأول أو اليومين الأوليين من ظهور الأعراض.

لا تزداد قابلية الإصابة بالزكام بسبب أيٍّ مما يلي:

الإحساس بالبرودة
تغيير عادات الأكل أو الصحة العامة
وجود شذوذاتٍ في الأنف أو الحلق (مثل تضخم اللوزتين أو الغدانيات).
هل تعلم...
لا يؤدي الشعور بالبرودة إلى الإصابة بالزكام ولا يزيد من قابلية الشخص للإصابة به.
الأعراض
تبدأ أعراض الزكام بعد 1-3 أيام من انتقال العدوى .يكون العَرض الأول عادةً عبارة عن حكة أو ألم في الحلق أو انزعاجٍ في الأنف.ويبدأ الشخص في وقت لاحق بالعطاس مع حدوث سيلانٍ في الأنف ويشعر بتوعك خفيف.من غير الشّائع حدوث الحُمَّى، ولكن قد تحدث حُمَّى خفيفة في بداية الزكام.تكون مفرزاتُ الأنف في البداية مائيَّة ورائقة، ويمكن أن تكون غزيرة بشكلٍ مزعج، ولكنَّها تصبح في نهاية المطاف أكثر سماكةً، وغير رائقة، ويميل لونها إلى الأصفر المُخضر، وتكون أقلَّ غزارةً.كما يحدثُ سعالٌ خفيفٌ عند كثيرٍ من الأشخاص.تزول الأعراض خلال 4-10 أيام عادةً، رغمَ أنَّ السُّعال يستمرُّ إلى الأسبوع الثاني غالبًا.

ولكن، يمكن للمضاعفات أن تؤدي إلى إطالة أمد المرض.يمكن لعدوى الفَيرُوسَات الأَنفِيَّة أن تؤدي إلى تنشيط نوبات الرَّبو عند المصابين به.وقد يصاب بعض الأشخاص بعدوى بكتيرية في الأذن الوسطى (التهاب الأذن الوسطى) أو الجيوب (التهاب الجيوب).تحدث حالات العدوى هذه لأنَّ احتقان الأنف يمنع التصريف الطبيعي في تلك الأعضاء، ممَّا يسمح للجراثيم بالنُّمو في تجمُّعات المُفرزات المحصورة.

هل تعلم...
يكون استعمالُ المضادَّات الحيويَّة في معالجة الزكام غيرَ فعَّال.
التَّشخيص
تقييم الطبيب
عادةً ما يكون الأطباءُ قادرين على تشخيص الزُّكام بناءً على أعراضه النموذجية.تُشيرُ الحمى الشديدة، أو الصداع الشديد، أو الطفح الجلدي، أو صعوبة التنفس، أو ألم الصدر، إلى أنَّ الحالة ليست مجرد عدوى بسيطة بالزُّكام.

ليس من الضروري إجراء فحوص مخبرية لوضع تشخيص الزكام عادةً.عندَ الاشتباه في حدوث مضاعفات، قد يوصي الأطباء بإجراء اختباراتٍ دمويَّة وتصوير بالأشعَّة السينيَّة.

الوقاية
نظرًا لوجود العديد من الفيروسات المسببة للزُّكام، وبما أن كل فيروس يتغير قليلًا مع مرور الوقت، فلم يجرِ تطويرُ لقاحٍ فعَّالٍ للزكام حتى الآن.

يُعد الالتزام بقواعد النظافة الإجراء الوقائي الأفضل.وبما أنَّ الكثير من فيروسات الزُّكام تنتشر من خلال لمس مفرزات الشخص المصابٍ بالعدوى، يمكن للتدابير التالية أن تكون مُفيدةً:

ينبغي على الشخص الذي يعاني من أعراض الزكام والأشخاص الذين يقيمون معه في المنزل ومكان العمل غسل أيديهم بشكل متكرر.
العطاس والسُّعال في مناديل، والتخلص منها بشكل آمن.
ينبغي على الشخص الذي يعاني من أعراض الزكام أن ينام في غرفةٍ منفصلة إن كان ذلك مُتاحًا.
ينبغي على الشخص الذي يسعل أو يعطس بسبب الزكام نجنب الذهاب إلى العمل أو المدرسة، لأنه قد ينقل العدوى إلى الآخرين.
يمكن لتنظيف الأجسام والأسطح المشتركة بمادة مطهرة أن يساعد على الحَدِّ من انتشار فيروسات الزُّكام.
على الرغم من شعبيتها، فلا تفيد أعشاب الزهورات (مثل القنفذية echinacea)، والجرعات المرتفعة من فيتامين C (حتى 2000 ملغ في اليوم)، ولا تناول ثمار الحمضيات، في الوقاية من الزكام.

المُعالجَة
الراحة في المنزل لمنع انتشار العدوى للآخرين
تناول الكثير من السوائل واستنشاق البخار
استعمال الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لتخفيف شدَّة الأعراض عند الضرورة
يجب أن يبقى المريض المصاب بالزكام دافئًا ومُرتاحًا.كما ينبغي عليه تجنب نقل العدوى للآخرين، وذلك بالبقاء في المنزل.لطالما اقترح البعض تناول السوائل واستنشاق البخار أو الرذاذ كوسيلةٍ للمساعدة على إبقاء المُفرزات لينة وسهلة الإخراج، ولكنَّ فائدة مثل تلك الإجراءات قد تكون محدودة.

كما إن الأدوية المضادَّة للفيروسات المتوفِّرة حاليًّا ليست فعَّالة ضد الزُّكام.ولا تساعد المضادَّات الحيويَّة المصابين بالزُّكام، حتى ولو خرجت مفرزات مخاطية سميكة أو ملونة من الأنف، أو من الفم عند السعال.

اقترح البعض استعمال القُنفُذِيَّة ومستحضرات الزنك وفيتامين C كمُعالجة.وقد أظهرت بعضُ الدراسات الصغيرة فعاليَّة استعمالها.بينما أظهرت معالجاتٌ أخرى عدم فعاليَّتها.لكن، لم تؤكِّد أيَّة دراسات سريرية كبيرة مصممة تصميمًا جيدًا على فعاليتها.وحتى عندما أظهرت بعض الدراسات فائدة لها، فقد كانت تلك الفائدة محدودة.فمثلًا، عندما يُقصِّر الزنك من فترة ظهور أعراض الزكام، يكون ذلك مقتصرًا على أقل من يومٍ واحد.وبذلك لا يوصي معظم الخبراء باستعمال هذه المكملات كمُعالجة.

يمكن لعدد من المُعالجَات المتوفرة من دون وصفة طبية أن تساعد على تخفيف شدَّة أعراض الزكام.ولكن، بما أنها لا تشفي العدوى التي تتعافى تلقائيًا بعد أسبوع عادةً، فيرى الأطباء بأن استعمالها اختياري، وذلك بحسب درجة توعك المريض.يتمُّ استعمال عدَّة أنواعٍ مختلفة من الأدوية:

مضادَّات الاحتقان التي تساعد على فتح الممرات الأنفية المسدودة
مضادات الهيستامين التي قد تساعد على الحد من سيلان الأنف
مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة أو الأسيتامينوفين، والتي يمكن أن تخفف من شدَّة الأوجاع والآلام، وتقلل من شدة الحمَّى
شراب السعال، الذي قد يخفف السعال من خلال تقليل سماكة المفرزات وحل المخاط (مُقشّع)، أو تثبيط السعال.
تُباع هذه الأدوية في أغلب الأحيان على شكل مشاركات دوائية، ولكن يمكن الحصول عليها بشكلٍ فرديٍّ أيضًا.

تكون مضادات الاحتقان المُستَنشقة أفضل من الأشكال الفموية لتخفيف شدَّة احتقان الأنف.إلَّا أنَّ استعمالَ الأشكال الاستنشاقية لأكثر من 3-5 أيام، ثم التوقف عنها، قد يجعل الاحتقان أسوأ ممّا كان عليه.يُساعد الإبراتروبيوم Ipratropium، وهو رذاذ أنفي يمكن الحصول عليه بوصفة طبية، على وقف سيلان الأنف.

يمكن أن تُسبّبَ مضادات الهيستامين القديمة، مثل الكلورفينيرامين chlorpheniramine، شعورًا بالنُّعاس.بينما تكون مضادّات الهيستامين الأحدث، مثل لوراتادين loratadine، أقلَّ ميلًا لأن تتسبَّبَ في حدوث النعاس، ولكنَّها غير فعالة في مُعالجة الزُّكام.

ينبغي عدم استعمال مضادَّات الاحتقان ومضادَّات الهيستامين للأطفال دون سن 4 سنوات.

يمكن لمضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين والإيبوبروفين ibuprofen ونابروكسين naproxen، أن تُخفِّف شدَّة الأوجاع والآلام وتُخفِّض الحُمَّى، وكذلك الأسيتامينوفين acetaminophen.يُنصَحُ بعدم استعمال الأسبرين بشكلٍ عام عند الأطفال، لأنه يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة راي عند الأطفال، وهي اضطرابٌ نادرٌ ولكنَّه مُهدِّدٌ للحياة.

يُنصح بعدم استخدام مثبطات السعال بشكلٍ روتيني، لأنَّ السعال وسيلةٌ جيدة لطرد المُفرَزات والفضلات من المَسالِك الهَوائيَّة في أثناء العدوى الفيروسية.ولكن، يمكن معالجة السعال الشديد الذي يتداخل مع النوم أو يُسبِّب الكثير من الانزعاج من خلال استعمال أحد الأدوية المثبطة للسعال.

Monday, April 26, 2021

الامساك عند البالغين

 

الإمساك عند البالغين

حسب 

Norton J. Greenberger

, MD, Brigham and Women's Hospital

التنقيح/المراجعة الكاملة الأخيرة رجب 1438| آخر تعديل للمحتوى شعبان 1438

الإمساك هو تبرُّزٌ صعبٌ أو غير منتظم يكون فيه البراز قاسيًا، أو هو الشُّعور بأنَّ المستقيم ليس فارغًا بشكلٍ كاملٍ بعد التَّبرُّز (تفريغ غير كامل).

قد يكون الإمساك حادًّا أو مزمنًا. يبدأ الإمساك الحادُّ فجأةً وبشكلٍ ملحوظ. يمكن أن يبدأ الإمساك المزمن تدريجيًّا ويستمرُّ لعدَّة أشهر أو سنوات.

يعتقد الكثير من الأشخاص أنَّهم مُصابون بالإمساك إذا لم يتبرَّزوا يوميًّا. إلَّا أنَّ التبَّرُّزَ لا يحدث يوميًّا بشكلٍ طبيعي عند الجميع. حيث تتراوح عدد مرَّات التَّبرُّز الطبيعي بين 1-3 مرَّات يوميًّا إلى 2-3 مرَّات أسبوعيًّا. ولا يُشيرُ عدم انتظام التَّبرُّز اليومي بالضرورة إلى وجود مشكلة مالم يحدث تغيّرٌ كبير مقارنةً بالعادات السابقة. وينطبق الشيء نفسه على لون وحجم وتماسك البراز. ويُحمِّلُ الكثير من الأشخاص تَبعةَ ظهور الكثير من الأعراض غالبًا على الإمساك (مثل الشعور بانزعاج في البطن وتعب وغثيان ونقص الشهيّّة) والتي تكون ناجمة في الحقيقة عن اضطراباتٍ أخرى (مثل مُتلازمة القولون المُتهيِّج والاكتئاب). ينبغي ألَّا يتوقع الأشخاص زوالَ جميع الأَعرَاض عندما يصبح التَّبرُّز يوميًّا، ويجب عدم الإفراط في استعمال التدابير المساعدة على التَّّبرُّز، مثل المُليِّنات والحقن الشرجيَّة. إلَّا أنَّ تناول كميَّاتٍ أكبر من الفواكه والخضار والألياف والحبوب يمكن أن يساعد الأشخاص دون أو يُؤذيهم على تخفيف شدَّة الأعراض. ويمكن تصنيف الأطعمة التي يمكن أن تؤثِّر في تنظيم التَّبرُّز كما يلي: انظر جدول: الأطعمة المُؤثِّرة في وظيفة الجهاز الهضمي في معظم الأحيان.

المُضَاعَفات

تشمل مُضَاعَفات الإمساك على ما يلي:

  • البواسير

  • هبوط المستقيم

  • الشِّق الشَّرجي

  • داء رِتجي

  • انحشار البراز

يزيد الشَّدُّ المُفرط أثناء التَّبرُّز من الضغط ِعلى الأوردة المُحيطة بفتحة الشرج وقد يؤدي إلى الإصابة بالبواسير وبروز المستقيم من خلال فتحة الشرج (هبوط المستقيم) في حالاتٍ نادرة. وقد يُسبِّبُ خروج البراز القاسي حدوث تشقُّقٍ في جلد فتحة الشَّرج (شِق شَرجي). يمكن لهذه المُضَاعَفات أن تجعلَ التَّبرُّزَ مزعجًا وتؤدِّي إلى شعور الأشخاص بالتَّردُّد عند الحاجة إلى التَّبرُّز. وقد تؤدِّي المماطلة في التَّبرُّز إلى الدُّخول في حلقةٍ مُفرَغةٍ من تفاقم الإمساك والمُضَاعَفات.

ويمكن أن تحدث إصابةٌ بداء رتجي في جدران الأمعاء الغليظة التي تضرَّرت عند زيادة الضغط المطلوب لتحريك كتل البراز الصلبة والصغيرة. تتسبَّبُ الأضرار التي لحقت بجدران الأمعاء الغليظة في تشكيل أكياسٍ شبيهة بالبالونات أو بالجيوب الخارجيَّة (الرتوج)، والتي قد تؤدِّي إلى حدوث انسدادٍ والتهاب (التهاب الرَّتج). يحدث نزفٌ في الرَّتج في بعض الأحيان وقد يحدثُ نزفٌ في حالاتٍ نادرة (ممَّا يتسبَّبُ بحدوث التهاب الصفاق).

ويمكن أن يحدث انحشار البراز عند الأشخاص الذين يُعانون من الإمساك في بعض الأحيان، حيث يتصلَّبُ البراز في المستقيم وفي الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة ويمنع بشكلٍ كاملٍ مرورَ أيَّ براز. يؤدي انحشار البراز إلى الشُّعور بالمغص وبألمٍ في المستقيم مع بذل جهود كبيرة وغير مُجدية للتَّبرُّز. يخرج مخاط مائي أو تسرُّب لبراز سائل من محيط الانسداد في بعض الأحيان، والذي يعطي انطباعًا كاذبًا بحدوث الإسهال (الإسهال المتناقض). ومن الشَّائع حدوث انحشار البراز عند كبار السِّنِّ بشكلٍ خاص، وخصوصًا عند طريحي الفراش أو الذين تراجع نشاطهم البدني وعند النساء الحوامل والأشخاص الذين استعملوا الباريوم عن طريق الفم أو كحقنةٍ شرجيَّة لإجراء أنواعٍ معيَّنة من اختبارات الأشعَّة السينيَّة.

ويؤدي الاشتباه في انتظام التَّبرُّز إلى إساءة استعمال الكثير من الأشخاص للمُليِّنات والتحاميل والحقن الشرجية. فقد يؤدي الاستعمال المُفرط لهذه المُعالجَات إلى حدوث تثبيطٍ حقيقيٍّ للتقلُّصات الطبيعيَّة للأمعاء وإلى تفاقم الإمساك. يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري غالبًا بالحاجة إلى تخليص أجسامهم يوميًّا من الفضلات "الغير نظيفة" أو "السموم". حيث يُضيع هؤلاء الأشخاص الكثير من الوقت غالبًا في المرحاض أو يُصبحوا مستعملين دائمين للمُليِّنات.

أسباب الإمساك

تشتمل الأَسبَاب الأكثر شيوعًا لحدوث الإمساك على ما يلي:

  • التغيُّرات في النظام الغذائي (مثل تناقص كميَّة السوائل المُتناوَلة أو اتِّباع نظام غذائي فقير بالألياف أو تناول الأطعمة التي تُسبِّب الإمساك)

  • استعمال الأدوية التي تُبطئ حركة الأمعاء

  • اضطرابات التَّبرُّز

  • الإفراط في استعمال المُليِّنات

تُعدُّ الأَسبَاب الغذائيَّة أحد الأَسبَاب الرَّئيسيَّة لحدوث الإمساك. ويُسبِّبُ التَّجفاف حدوث الإمساك نتيجة محاولة الجسم الاحتفاظ بالماء في الدَّم من خلال سحب الماء الفائض من البراز. يَصعُبُ خروج البراز المُحتوي على كمياتٍ أقل من الماء. تُعدُّ الفواكه والخضروات والحبوب وغيرها من الأطعمة المحتوية على الألياف مُسهلاتٍ طبيعية للجِّهاز الهضمي. يمكن أن يُصابَ الأشخاص الذين لا يتناولون كميَّاتٍ كافية من هذه الأطعمة بالإمساك. قد يؤدي نقص الألياف (الجزء الغير قابل للهضم من الطعام) في النظام الغذائي إلى حدوث الإمساك لأنَّ الألياف تساعد على احتفاظ البراز بالماء وتزيد من كتلته، ممَّا يُسهِّلُ خروجه .

وتنطوي قائمة الأدوية الأكثر شُيُوعًا والتي يمكنها إبطاء عمليَّة التَّبرُّز على مجموعة المسكِّنات الأفيونية وأملاح الحديد والأدوية ذات التأثير المضاد للكولين (مثل الكثير من مضادَّات الهيستامين ومضادَّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات -انظر مُضَادّ للفِعلِ الكوليني Anticholinergic: ماذا يعني؟). وتشتمل الأدوية الأخرى على هيدروكسيد الألومنيوم (استعماله شائعٌ في مضادَّات الحموضة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية) وتحت ساليسيلات البزموت وبعض الأدوية الخافضة لضغط الدَّم (خافضات ضغط الدَّم) والكثير من المُهدِّئات.

يُشيرُ وجود اضطراب في التَّبرُّز (عُسر التَّغوُّط) إلى وجود مشكلة في قدرة الأمعاء على دفع البراز من المستقيم أو وجود صعوبة في إرخاء الألياف العضليَّة المُحيطة بالمستقيم وبالمَصرَّة الشرجيَّة الظَّاهرة أثناء التَّبرُّز. يشعرُ الأشخاص المُصابون بعُسر التَّغوُّط بالحاجة إلى التَّبرُّز إلَّا أنَّهم يعجزون عن القيام بذلك. وقد يَصعُبُ عليهم إخراج البراز الطَّبيعي القوام. وقد يُعاني الأشخاص المصابون بمُتلازمة القولون المُتهيِّج من اضطراباتٍ في التَّبرُّز.

كما يفقدُ الأشخاص الذين اعتادوا على استعمال المُليِّنات أو الحقن الشرجيَّة القدرة على التَّبرُّز دون استعمالها غالبًا. قد تؤدي هذه الحلقة المُفرَغة من الإمساك إلى استعمال أكثرمن مُليِّن وبالتالي تفاقم الإمساك.

وتشتمل الأَسبَاب الأقلُّ شُيُوعًا للإمساك على الإصابة باضطرابات صحيَّة مُحدَّدة (انظر جدول: بعض أسباب وملامح الإمساك) مثل انسداد الأمعاء واضطرابات استقلابيَّة مُعيَّنة واضطرابات عصبيَّة. كما قد يحدث الإمساك خلال فترة الإصابة بمرضٍ خطير يتطلَّب راحةً طويلةً في السرير (لأنَّ النَّشاط الجسدي يساعد على التَّبرُّز) مع انخفاض كميَّة الطعام المُتناوَلة واستعمال الأدوية التي قد تُسبِّبُ الإمساك وبعد التَّعرُّض لإصابةٍ في الرأس أو في النخاع الشوكي. إلَّا أنَّ سبب حدوث الإمساك مازال مجهولًا في الكثير من الحالات.

فقد ينجمُ الإمساك عن انسداد الأمعاء الغليظة في بعض الأحيان. ويمكن أن يحدث الانسداد نتيجة ظهور كتلة سرطانيَّة كبيرة، وخصوصًا في الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة، ممَّا يمنع حدوث التبرُّز. وقد يحدث الانسدادٌ عند الأشخاص الذين سبق لهم الخضوع لجراحةٍ في البطن، وهو يحدث في الأمعاء الدقيقةعادةً، وذلك لإمكانيَّة تشكُّل أربطة من الأنسجة الليفيَّة (الالتصاقات) في محيط الأمعاء ممَّا يُعيقُ التَّبرُّز.

وتشتمل الاضطرابات والأمراض التي تُسبِّبُ الإمساكَ غالبًا على نقص نشاط الغدَّة الدرقيَّة (قصور الغدَّة الدَّرقيَّة) وارتفاع مستويات الكالسيوم في الدَّم (فرط كالسيوم الدَّم) وداء باركنسون. تتضرَّر أعصاب الأشخاص المصابين بداء السكَّري في أغلب الأحيان (اعتلال أعصاب). فإذا أُصيبت أعصاب الجهاز العصبي بالاعتلال العصبي، يمكن أن يحدث بُطءٌ في حركة الأمعاء ممَّا يؤدي إلى حدوث الإمساك. كما قد تؤثِّر إصابة الحبل الشوكي في أعصاب الأمعاء ممَّا يؤدي إلى حدوث الإمساك.

تقييم الإمساك

ليس من الضروري الحصول على تَقيِيم الطَّبيب فورَ حدوث كلِّ نوبةٍ من نوبات الإمساك. يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاصَ على تحديد مدى الحاجة إلى مراجعة الطبيب، وتساعدهم على توقُّع ما سيحصل أثناء التقييم.

العَلامات التحذيريَّة

يُعدُّ ظهور بعض الأعراض والصفات عند الأشخاص المصابين الإمساك مثيرًا للقلق. وهي تشتمل على ما يلي:

  • تورُّم وانتفاخ البطن

  • قيء

  • دم في البراز

  • نقص الوَزن

  • تفاقم الإمساك الشديد والجديد عند كبار السن

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب أن يقوم الأشخاص الذين ظهرت عندهم علامات التَّحذير مراجعة الطبيب مباشرةً، مالم تقتصر علامات التحذير على نقص الوزن أو حدوث إمساك شديد عند كبار السِّن. ولن يؤدِّي تأخير مراجعة الطبيب من بضعة أيَّام إلى أسبوع إلى حدوث ضررٍ في مثل هذه الحالات.

وينبغي على الأشخاص المصابين بالإمساك دون ظهور علامات التَّحذير الاتِّصال بطبيبهم، الذي يمكنه المساعدة على تحديد توقيت المراجعة. فقد يُوصي الأطبَّاء بتحديد موعدٍ للمراجعة خلال بضعة أيَّام أو قد يوصون بمجرَّد محاولة إجراء تغييراتٍ في النِّظام الغذائي أو استعمال مُليِّن خفيف، وذلك بحسب الأعراض الأخرى والاضطرابات المعروفة التي يُعاني منها الشَّخص.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يقوم الأطبَّاء في البداية بالاستفسار عن الأعراض التي يُعاني منها المريض وعن تاريخه الصحِّي. ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري. تُشير نتائج الفحص السريري ومعرفة التَّاريخ الصِّحِّي للشخص إلى معرفة سبب الإمساك والاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها غالبًا(انظر جدول: بعض أسباب وملامح الإمساك).

ويهتمُّ الأطبَّاء خلال استفسارهم عن تاريخ الشخص الصِّحِّي بمعرفة ما يلي:

  • عدد مرَّات التَّبرُّز وتماسك البراز وضرورة الضَّغط أو المناورة (مثل الدَّفع على المنطقة بين كيس الصفن أو المهبل والشرج [العجان] أثناء التَّبرُّز)

  • الشعور بعدم اكتمال التَّفريغ

  • الشُّعور بالرضى بعد التَّبرُّز، والذي ينطوي على فترة وعدد مرَّات استعمال المُليِّنات أو الحقن الشَّرجيَّة

  • النظام الغذائي و مستوى النشاط الجسدي، وخصوصًا إحداث أيِّ تغيير في هذه العَوامِل

  • استعمال أدوية وصفيَّة أو غير وصفيَّة (وخصوصًا الأدوية المعروفة بتسبُّبها بحدوث إمساك)

كما يستفسر الأطبَّاء عن الأعراض الاستقلابيَّة (مثل قصور الغُدَّة الدرقية والسكّري) والاضطرابات العصبيَّة (مثل إصابة الحبل الشوكي).

يتحرَّى الأطبَّاء خلال الفحص السَّريري ما يلي:

  • علامات مرض يشمل كامل الجسم (جهازي)، بما في ذلك نَقص الوَزن والحمَّى ووهن العضلات والأنسجة الدُّهنية (الدَّنَف)

  • البطن للتَّحرَّي عن التَّورُّمات والكتل

  • المستقيم للتَّحرِّي عن الشقوق أو البواسير أو الدَّم أو الكتل (بما فيها انحشار البراز) وكذلك مقوِّية (توتُّر) عضلة الشَّرج والإحساس

الاختبارات

تعتمد ضرورة إجراء الاختبارات على نتائج الفحص السريري وعلى مراجعة التاريخ الصِّحِّي للشَّخص، وخصوصًا عند وجود العلامات التحذيريَّة. حيث يقوم الأطبَّاء غالبًا بمعالجة الأعراض دون إجراء أيِّ اختبارٍعندما يكون سبب الإمساك واضحًا (مثل استعمال الأدوية أو الإصابة أو الراحة في الفراش).

بينما يخضع الأشخاص الذين يعانون من أعراض انسداد الأمعاء إلى تصوير البطن بالأشعَّة السينيَّة وربَّما بالتَّصوير المقطعي المُحوسَب. وينبغي إجراء اختباراتٍ لمعظم الأشخاص الذين ليس لديهم سببٌ واضح أو الذين لم تَزُل أعراضهم بالعلاج. ويُجرى عادةً تنظيرٌ للقولون (للتَّحرِّي عن السرطان) واختبارات دمويَّة للتَّحرِّي عن نقص نشاط الغدَّة الدَّرقيَّة (قصور الغدَّة الدَّرقيَّة) أو عن ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدَّم (فرط كالسيوم الدَّم).

من الضَّروري إجراء المزيد من الاختبارات للأشخاص الذين كانت نتائج اختباراتهم الأوَّلية طبيعيَّة مع استمرار معاناتهم من الأعراض رغم استعمال العلاج. ويجب أن يوصي الأطبَّاء بإجراء اختباراتٍ مُعيَّنة عندما يكون العَرَض الرَّئيسي هو عدم انتظام التَّبرُّز، مثل ابتلاع الأشخاص لمواد صغيرة منخفضة الإشعاع يمكن تعقُّبها باستعمال الماسح الضَّوئي ( أحد أنواع المسح الضَّوئي بالنوكليد المُشِع)، وهي طريقةٌ لقياس المدَّة التي يستغرقها البراز لمغادرة الأمعاء. أمَّا إذا كان العَرَض الرئيسي هو صعوبة التَّبرُّز، فيوصي الأطباء بقياس الضغط داخل الشَّرج والمستقيم.

معالجة الإمساك

يجب معالجة أي اضطرابٍ كامنٍ يُؤدِّي إلى حدوث الإمساك. وينبغي إيقاف استعمال الأدويَّة المُسبِّبة للإمساك أو استبدالها إن أمكن.

وتُعدُّ الطريقة الأفضل للوقاية من حدوث الإمساك هي المزج بين ممارسة التمارين الرياضيَّة واتِّباع نظام غذائي غنيٍّ بالألياف مع تناول كميَّة كافية من السوائل. يوصي الأطبَّاء في كثيرٍ من الأحيان باستعمال مُليِّن ودعم النظام الغذائي بالألياف والسوائل بدلًا من انتظار حدوث الإمساك عند وصف استعمال الأدوية المُسبِّبة للإمساك الشديد أو عند إراحة المريض في الفراش.

توجد ثلاثة أساليب لمعالجة الأشخاص الذين يُعانون من الإمساك:

  • النِّظام الغذائي والسُّلُوك

  • المُليِّنات

  • الحُقَن الشَّرجيَّة

يكون الأطبَّاءُ حذرين عند وصفهم استعمال المُليِّنات والتحاميل والحُقن الشرجيَّة لأنَّها قد تُسبِّبُ الإسهال أو التَّجفاف أو المغص أو الاعتياد على استعمالها. يجب عدم استعمال المُليِّنات أو الحقن الشرجيَّة عند الأشخاص المصابين بألَم البَطن المفاجئ المجهول السبب أو من اضطرابات معويَّة التهابيَّة أو انسداد الأمعاء أو نزف في الجهاز الهضمي أو انحشار البراز.

النِّظام الغذائي والسُّلُوك

يحتاج الأشخاص إلى تناول كمية كافية من الألياف ضمن نظامهم الغذائي (من 15-20 غرامًا في اليوم الواحد عادةً) لضمان تشكُّل كتلة كافية من البراز. وتُعدُّ الخضار والفواكه والنخالة مصادرَ ممتازة للألياف. وقد وجد الكثير من الأشخاص أنَّه من المناسب نثرُ 2 أو 3 ملاعق صغيرة من نخالة ميلر غير المكررة على الحبوب الغنيَّة بالألياف أو على الفاكهة وذلك 2- 3 مرَّات في اليوم. ينبغي تناول الألياف مع الكثير من السوائل حتَّى تقوم بعملها جيِّدًا.

يجب أن يحاول الأشخاص إجراءَ تغييراتٍ في سلوكهم. فمثلًا، يجب على الأشخاص أن يُحاولوا التَّبرُّزَ في نفس التَّوقيت يوميًّا ، ويُفضَّل أن يكون بعد 15 - 45 دقيقة من تناول وجبة الإفطار، وذلك لأنَّ تناول الطعام يُنبِّه الحركةَ في القولون. كما قد يكون استعمال تحاميل الغليسيرين مفيدًا للأشخاص الذين يكون تبرُّزهم منتظمًا وبطيئًا.

وينبغي أن يُوضِّحَ الأطباءُ للأشخاص أهميَّة تعديل السُّلُوك والنظام الغذائي عند مُعالَجَة الإمساك. كما يجب أن يُوضِّحَ الأطبَّاء أنَّ التَّبرُّز اليوميَّ ليس ضروريًّا، وأنَّه ينبغي إعطاء فرصةٍ للأمعاء حتى تعمل، وأنَّ تكرار استعمال المُليِّنات والحقن الشرجيَّة (أكثر من مرَّة كل 3 أيام) يُفوِّتُ على الأمعاء تلك الفرصة.

المُليِّنات

يكون الاستعمال الطويل الأمد لبعض المُليِّنات آمنًا. بينما يجب أن يكون استعمال مُليِّنات أخرى مُتقطِّعًا. يكون استعمال بعض المُليِّنات مفيدًا للوقاية من حدوث الإمساك، بينما يُفيد استعمال بعضها الآخر في علاجه. توجد أصنافٌ كثيرةٌ من المُليِّنات، نذكر منها:

  • العَوامِل الحجميَّة

  • مُليِّنات البراز

  • العَوامِل التناضحيَّة

  • المُنبِّهات

العَوامِل الحجميَّة Bulking agents مثل النخالة و بِزرُ القَطُوناء ( جِنسٌ مِنَ النَّباتات) (متوفِّرٌ أيضًا في ألياف الكثير من الخضروات) والذي يُضيف كتلةً إلى البراز ويَمتصُّ الماء. تؤدِّي زيادة الكتلة إلى تنبيه حدوث انقباضات طبيعيَّة في الأمعاء، ويكون قوام الكتل البرازيَّة المحتوية على كميَّة أكبر من الماء أكثر ليونةً ممَّا يُسهِّل خروجها من الجسم. يكون تأثير العَوامِل الحجميَّة بطيئًا ولطيفًا ويُعَدُّ من أسلم الطُّرق لتعزيز التَّبرُّز الطبيعي. تُستَعملُ هذه العَوامِل بكميَّاتٍ صغيرةٍ في البداية عادةً. ثمَّ يجري زيادة الجرعة تدريجيًّا حتى الوصول إلى الانتظام. ويجب على الأشخاص الذين يستعملون العَوامِل الحجميَّة أن يشربوا الكثير من السوائل بشكلٍ دائم. وقد يؤدي استعمال هذه العَوامِل إلى حدوث مشاكل مثل زيادة تشكُّل الغازات (تكوُّن الغازات) وتطبُّل البطن.

مُليِّنات البراز مثل دواء دوكيوسات أو الزيوت المعدنية، والتي تعمل ببطء لتليين البراز، ممَّا يُسهِّلُ مروره. بالإضافة إلى أنَّ الزيادة القليلة للكتلة النَّاجمة عن استعمال هذه الأدوية تنبِّه التقلُّصات الطبيعية للأمعاء الغليظة، وبالتالي تُعزِّز طرحها بسهولة. إلَّا أنَّ بعض الأشخاص يجدون أن التليين الطبيعي للبراز لا يكون مريحًا. ويكون استعمال مُليِّنات البراز هو الطريقة الأفضل عند الأشخاص الذين عليهم تجنُّبُ الشَّد، مثل الأشخاص المصابون بالبواسير الشرجيَّة أو الذين أُجريَت لهم جراحة حديثة في البطن.

تعمل العَوامِل التَّناضحيَّة على سحب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء إلى الأمعاء الغليظة، مما يجعل البراز ليِّنًا ورخوًا. كما يعمل السَّائِل الفائض على تمطيط جدران الأمعاء الغليظة، ممَّا يُنبِّه التَّقلُّصات. تتكوَّن هذه المُليِّنات من الأملاح أو السُّكريَّات القليلة الامتصاص. وقد تَتَسبَبُ بحدوث احتباسٍ في السوائل عند الأشخاص المصابين بأمراض الكلى أو بفشل القلب، وخصوصًا عند استعمالها بجرعاتٍ كبيرةٍ أو مُتكرِّرة. يكون استعمال المُليِّنات التَّناضحيَّة آمنًا بشكلٍ عام حتَّى عند استعمالها بانتظام. ولكن، يجري امتصاص العَوامِل التَّناضحيَّة المحتوية على المغنيزيوم والفوسفات جزئيًّا إلى مجرى الدم، الأمر الذي يمكن أن يُلحقَ الضَّرر بكبار السن والأشخاص المُصابين بالفشل الكلوي أو بأمراض الكلى وبالأشخاص الذين يستعملون الأدوية التي تؤثِّر في وظائف الكِلى (مثل مُدرَّات البول ومُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل للأنجيتونسين وحاجبات مستقبلات الأنجيوتنسين 2). ويمكن أن تحدث في حالاتٍ نادرة إصابةٌ بالفشل الكلوي عند بعض الأشخاص الذين يستعملون مليِّنات فوسفات الصُّوديوم عن طريق الفم لإفراغ الأمعاء من البراز قبل إجراء صورةٍ بالأشعَّة السينيَّة للجهاز الهضمي أو قبل إجراء تنظير للقولون.

تحتوي المُليِّنات المنبِّهة (مثل الفينولفثالين وبيساكوديل و الأنثراكينونات) على مواد مُهيِّجة، مثل السنا والكسكارة. تُنبِّه هذه المواد جدران الأمعاء الغليظة، مُؤدِّيةً إلى تقلُّصها وحدوث التَّبرُّز. فهي تساعد على منع حدوث الإمساك عند الأشخاص الذين يستعملون الأدوية التي تتسبَّب بحدوث الإمساك، مثل المُسكِّنات الأفيونيَّة. كما تُستَعملُ المُليِّنات المُنبِّهة لتفريغ الأمعاء الغليظة قبل إجراء الاختبارات التَّشخيصيَّة غالبًا.

تُسبِّبُ المُليِّنات المُنبِّهة التي تُستَعملُ عن طريق الفم حدوث تبرُّزٍ شبه صلب في غضون 6 - 8 ساعات، ولكنَّها غالبًا ما تتسبَّبُ بالشعور بالمغص أيضًا. ويبدأ تأثير المُليِّنات المُنبِّهة غالبًا خلال 15 - 60 دقيقة، كما هي الحال في التَّحاميل. وقد يؤدي استعمال المُليِّنات المنبِّهة لفترةٍ طويلة إلى تشكيل رواسب غير طبيعية من الصباغ الداكن في بطانة الأمعاء الغليظة (تسمَّى الحالة الدَّاء الميلانيني القولوني). وتشتمل الآثار الجانبية الأخرى على حدوث ردَّات فعل تحسُّسيَّة ونقص في شوارد الدَّم. كما قد تصبح الأمعاء الغليظة معتادةً على استعمال الملينات المنبِّهة، ممَّا يؤدِّي إلى الإصابة بمُتلازمة كسل الأمعاء. لذلك، ينبغي أن يكون استعمال المُليِّنات المُنبِّهة مقتصرًا على فتراتٍ محدودة.

ويُعدُّ بيساكوديل من الأدوية الفعَّالة في تدبير الإمساك المزمن. وقد عُثِرَعلى الأنثراكينونات في السَّنا والكاسكارة المباركة والأَلُوَّة والراوند وهي مُكَوِّناتٌ شائعٌ استعمالها في المُليِّنات العشبية والمُليِّنات التي يمكن الحصول عليها دون وصفة طبيَّة. يعمل لوبيبروستون من خلال جعل الأمعاء الغليظة تُنتج كميَّةً إضافيَّةً من السوائل، ممَّا يُسهِّل مرورَ البراز. وخلافًا للمُليِّنات المُنبِّهة الأخرى، يكون الاستعمال طويل الأمد للوبيبروستون آمنًا.

الحُقَن الشرجيَّة

يعمل محتوى الحقن الشرجية على دفع البراز ميكانيكيًّا من المستقيم والجزء السُّفلي من الأمعاء الغليظة. يمكن الجصول على حقنٍ شرجيَّة صغيرة الحجم في زجاجات قابلة للضَّغط من الصيدليَّة. كما يمكن إجراؤها باستعمال أداة كرويَّة يمكن ضغطها وإعادة استعمالها. إلَّا أنَّ استعمال الحقن الشرجيَّة الصغيرة الحجم لا يكون كافيًّا في أغلب الأحيان، وخصوصًا عند كبار السن الذين يتَّسع المستقيم عندهم مع تقدُّمهم في السن، مما يجعل تمطُّط المستقيم أكثرَ سهولة. يمكن استعمال حقنٍ شرجيَّةٍ أكبرُ حجمًا من خلال استعمال حقنةٍ شرجيَّةٍ على شكل كيس.

يُعدُّ الماء العادي أفضل السوائل التي يمكن استعمالها كحقنةٍ شرجيَّة في أغلب الأحيان. وينبغي أن تكون درجة حرارته مماثلة لدرجة حرارة الغرفة أو أعلى قليلًا، أي ألَّا يكون ساخنًا أو باردًا. يجري دفع ما بين 150-300 مل بلطفٍ في المستقيم. (ينبغي الحذر من خطورة استعمال قوَّةٍ إضافيَّة ) حيث يقوم الأشخاص بقذف الماء خارجًا حاملًا معه البراز.

يمكن إضافة مُكَوِّنات مختلفة إلى الحقن الشرجيَّة في بعض الأحيان. تحتوي الحقن الشرجيَّة المُعبَّأة مُسبقًا على كميَّاتٍ صغيرةٍ من الأملاح غالبًا، والذي يكون الفوسفات على الأغلب. بينما تحتوي حقنٌ شرجيَّة أخرى على كميَّاتٍ صغيرة من الصابون (حقن رَغويَّة)، والتي لها تأثير المُليِّن المُنِّبه أو الزيت المعدني. ويكون تميُّز هذه الحقن عن حقن المياه العاديَّة طفيفًا.

ويجري استعمال الحقن الشرجيَّة الضخمة الحجم والتي تُسمَّى الحقن الشرجيَّة القولونيَّة في حالاتٍ نادرة خلال الممارسة الطبيَّة. حيث يستعمل الأطباء الحقن الشرجيَّة القولونية عند الأشخاص المصابين بالإمساك الشديد (الإمساك المُعنِّد). يستعمل بعض ممارسي الطب البديل الحقنَ الشرجيَّة القولونيَّة وهم يعتقدون بأنَّها مُفيدةٌ لتنظيف الأمعاء الغليظة. تجري إضافة الشاي والقهوة وغيرها من المواد إلى الحقن الشرجية القولونية غالبًا دون أن تكون لها فائدة صحيَّة مؤكَّدة وقد يكون هذا الإجراء خطيرًا.

انحشار البراز

لا يمكن مُعالَجَة انحشار البراز من خلال تعديل النظام الغذائي أو استعمال المُليِّنات. تبدأ معالجة انحشار البراز باستعمال حقنٍ تحتوي على ماء الصُّنبور يتبعها استعمال حقن صغيرة من المحاليل المُحضَّرة تجاريًّا. وإذا فشلت هذه الحقن في تدبير انحشار البراز، فينبغي على الطبيب أو الممرِّضة نزع البراز الصلب باستعمال الإصبع. يكون هذا الإجراء مؤلمًا، لذلك يَجرِي تطبيق مُخدِّر (مثل مرهم ليدوكائين 5٪) في كثيرٍمن الأحيان. ويحتاج بعض الأشخاص إلى استعمال مُهدِّئات. ثمَّ يَجرِي عادةً استعمال حقنة شرجيَّة بعد إزالة البراز الصلب.

أساسيات عند كبار السِّن

يتوسَّع المستقيم مع التَّقدُّم بالعمر، ممَّا يعني زيادة تخزين البراز في المستقيم وبالتالي يحتاج كبار السن غالبًا إلى وجود مخزون أكبر من البراز في المستقيم حتى يشعرون بالحاجة إلى التَّبرُّز. كما تؤدي زيادة حجم المستقيم إلى حدوث انحشار البراز.

وتشتمل العَوامِل الشائعة الأخرى عند كبار السن والمؤدِّية إلى حدوث الإمساك على زيادة استعمال الأدوية المُسبِّبة للإمساك واتِّباع نظام غذائي فقيرٍ بالألياف والتعايش مع حالات صحيَّة (مثل داء السُّكَّري) وتراجع النشاط البدني. كما يكون لدى الكثير من كبار السن مفاهيمَ خاطئة حول عادات التَّبرُّز الطبيعيَّة مع استعمالهم المُليِّنات في كثيرٍ من الأحيان.

النُّقاط الرئيسيَّة

  • أسباب دوائيَّة معروفة (مثل إساءة مزمنة لاستعمال المُليِّنات أو استعمال مضادَّات الكولين أو الأدوية الأفيونية).

  • يتحرَّى الأطباء عن وجود انسدادٍ في الأمعاء عندما يكون الإمساك مفاجئًا وشديدًا.

  • يمكن معالجة الأعراض عند عدم وجود علامات تحذيريَّة وعند فشل الأطبَّاء في اكتشاف ما يُثبت وجود اضطرابات في التَّبرُّز.

الزكام

الزُّكام هو عدوى فيروسيَّة تصيب بطانة الأنف، والجيوب، والحلق. هناك العديد من أنواع الفيروسات المُسببة للزكام. ينتشر الزكام عادةً عندما تلمس ...